- أدى انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيير طرق التفاعل الاجتماعي، مما أثر على طبيعة العلاقات بين الأفراد وطريقة تعبيرهم عن هويتهم الشخصية.
- تلعب الثقافة دورًا في تحديد أساليب حل المشكلات والتكيف مع التغيرات، حيث تختلف استراتيجيات المواجهة وفقًا للمنظور الثقافي.
ولذلك كانت الثقافة الجمالية بمثابة مفتاح سحري لتنمية السلوك، وتقويمه، وتوجيه، لأن الجمال محبب للنفس، وموقظ للضمير، ومرهف للإحساس.
وكلما اقترنت القيم التربوية المختلفة المشارب، والمداخل، والآليات بالجمالية كانت محبَّبَة للنفس، ومؤثِّرة في السلوك، ومُقَوِّمة له، مثلما هي محدِّدة للتوجهات ومميزة لها. ذلك أن القيم تحمل قيمتها في ذاتها، بعيدا عما يمكن أن يلتبس بها من أحكام إذا تضاربت المصالح، واختلفت المواقف، فالخير خير، والشر شر، والعدل عدل، والظلم ظلم، وهلم جرا، مهما اختلفت الأنظمة الاجتماعية، والتوجهات السياسية.
الثقافة جزء لا يتجزأ من الحضارة ما دامت تهتم بما ليس ماديا أو تقنيا كالآداب والفنون والتراث والعادات والتقاليد والأعراف وغير ذلك، وفي ذات الوقت للثقافة علاقة تفاعلية مع التنمية والبناء المجتمعي، فالثقافة اليوم جزء أساسي من التنمية الشاملة؛ إذ لا يمكن لأي تخطيط مستقبلي في مجال التنمية أن ينجح في ظل غياب المقاربة الثقافية، والتي أصبحت اليوم تسهم بشكل كبير وفعّال للرفع من مستوى الأفراد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وتربويا.
سمات الأجهزة التقويمية المستخدمة مع مصابي الشلل الدماغي
ويتجسد في الفعل الإبداعي حضور العناصر غير الثقافية وفعلها الحضاري، معانقا الجمال، ومبشرا نور بالقيم التي يؤمن بها المبدع، ويريد تسويقها في دنيا الوجود؛ شعرا، ورواية وقصة….. ليكون الأدب إرثا ثقافيا للجمالية له تأثيره، وأبعاده، ودوره في توجيه الحياة، وتغيير السلوك.
يتسلل ما هو قيمي ثقافي من خلال ما جمالي، ولذلك يحمل الفن في طياته الأفكار والمشاعر، ويغدو بمثابة سجل جيني للفئة الاجتماعية التي ينطق باسمها، ويحمل همومها، ويرفع انشغالاتها.
إذ الزمن كفيل بتربية الذوق، وتنمية السلوك، ولا معلم كالزمن، ولا مدرسة كالحياة، فقط على الإنسان الذي تكتنز في طويته روح الجمال أن يصغي جيدا لسنفونية الحياة، وهي تعزف من حوله. ويجعل نفسه تلميذا دائم التمدرس في فصولها المختلفة، متنقلا في السنوات لا يرسب أبدا وإن تحصل على نتائج غير مرضية جدد العزم والمثابرة.
ترسم الثقافة الجمالية حضورها في تنمية السلوك، وتقويمه عبر العديد من المداخل ربما أبرزها: المداخل المعرفية، والمداخل النفسية، والمداخل السلوكية، والمداخل الفنية.
احترام الآخر، وقبول التغيير والتنوع فيما بينهم، وقبول الاختلافات عوضًا عن تحملها لتحقيق الألفة وأيضًا الوحدة فيما بينهم.
إن تحقيق التوازن بين التطورات الحديثة والهوية الثقافية يضمن تكوين نور الامارات شخصيات متماسكة قادرة على التكيف مع التغيرات العالمية دون فقدان قيمها الأصيلة.
لئن جعل “علم الجمال” أو “الجمالية” موضوعه الرئيس “الفن الجميل” كما اعتقد “فريدريك هيغل” فإن الجمال مبثوث في كل شيء، وعلى الجمالية أن توسع مجالها ليصبح كل جميل موضوعا للدراسة.
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا